عبدالمجيدالجحدري المدير العام
♣ آنضآمڪْ » : 27/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 1010 الدَولَہ: : عـــالمي الخاص (~
| موضوع: مقتطفات من كنوز الشاعر السوداني إدريس جماع الأحد نوفمبر 28, 2010 5:03 am | |
| هو ادريس محمد جماع شاعر سوداني من مواليد 1922 في حلفاية الملوك ببحري شمال الخرطوم ...ظهرت موهبته الشعرية منذ الصغر ... التحق بمعهد بخت الرضا ... ثم سافر الى مصر وأكمل دراسته بمعهد الزيتون 1946 ... وعند عوته من مصر 1952 عمل بمعهد التربية بمدينة شندي شمال السودان ... ويتسم شعره بالرقة والوصف الفائق الخيال كما وصف .... ثمة علاقة روحية تجمع بين قصائد الشاعر السوداني ادريس جماع وشعب السودان ذلك الذي يعتبره الكثيرون من ابناء شعبة (قيثارة الحزن الابدي ) حيث القصائد التي استعجلت الرحيل في خضم الالم العاصف الذي كان يعيشه إدريس جماع الذي طالما تغنى بحزن عميق دون ان يرى الاحلام الورديه التي كانت تداعب مخيلته او دون ان يرتشف من رحيقها كؤوسا تروي ضمأ عاشق عاش من أجل ان يموتله ديوان واحد صدر تحت عنوان ( لحظات باقية ) وقد حمل هذا الديوان عصارة فكر الشاعر وأجمل ماكتب في سنين عمره حتى وفاته حيث القصائد التي تناغمت بفلسفه روحيه حملت الكثير من الالم من اجمل قصائد ادريس جماع قصيدة ( نومة الراعي ) حيث يقول في مرقد طافت به الاحلام مشرقة الصور للنوم قد اسلمت رأسك مطمئناً للقدر سال الشعاع من الغصون علي جبينك وانحدر وغرقت في نسيم تعوّد حمل أنفاس الزهر اغنامك المرحات تقفز في الروابي والحفر كم وقعت اقدامها في الارض انغام المطر هو عالم من حسنه يوحي الجمال المبتكر من الومضات الاولي الشاعرية لادريس جماع أعلى الجمال تغار منا ماذا عليك إذا نظرنا هي نظرة تنسي الوقار وتسعد الروح المعنى دنياي انت وفرحتي ومني الفؤاد إذا تمني أنت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا آنست فيك قداسة ولمست إشراقاً وفنا ونظرت في عينيك آفاقاً وأسراراً ومعنى وسمعت سحرياً يذوب صداه في الأسماع لحنا نلت السعادة في الهوي ورشفتها دنا فدنّا وفي قصيدة (إني لاعجب) يقول عجباً أتحتمل الحياةبرغم أشتات الصور ورحابها تبدي الجمال جمال نفس أو بصر والفكر والإبداع والفن الخصيب المبتكر والحب والأحلام نشوي والأغاني والسمر وبها النضارة والندي والنهر يهدر والزهرمن ليس في جنبيه إنسانية بين البشر حقد علي الإنسان في جنبيه عشش وانتشر ويعيش محسوباً عليه إنها إحدي الكبر ولقد يتيه بعيشه بين المزالق والحفر ( ضمير له حدود) أنا ما زلت ساخراًمن ضمير له حدود تارة كله اشتعالوحينا به جمود هذه علة الوجود فهل يشفى الوجود وفي قصيدة نحو القمه يقول إلي السماء بعيداً تمضي الذري الشامخات فيها صقيع وصخر أنيابه مرهفات وفي الصخور تراءت مزالق وعرات تكاد للعبد لا ترتقي لها الامنيات لكن روحاً جسوراً سمت به النزعات يبغي الصعود وإن لاح في الصعود الممات لم تثنه عن مناه مخاطر أشتات والصخر يدمي جسوماً تقودها العزمات ومن اشهر قصائد إدريس جماع قصيدة انا حظي كدقيق والتي قال في مطلعها إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمــعوه صعب الأمر عليهم قال قـــوم اتركوه أن من أشقاه ربي كيف انتم تسعدوه خلقت طينة الاسي وغشتها نار وجد فأصبحت صلصالا ثم صاح القضاء كوني فكانت طينة البؤس شاعراً مثالا يتغني مع الرياح إذا غنّت فيشجي خميله والتلالا صاغ من كل ربوة منبرا يسكب في سمعه الشجون الطوالا هو طفل شاد الرمال قصورا هي آ ماله ودك الرمال اهو كالعود ينفح العطر للناس ويفني تحرقاً واشتعالا في ربيع العمر فى ربيع الحب كنا نتساقى ونغنى نتناجى ونناجى الطير من غصن لغصن ثم ضاع الأمس منى وانطوت بالقلب حسرة اننا طيفان فى حلم سماوىسرينا واعتصرنا نشوة العمر ولكن ما ارتوينا انه الحب فلا تسأل ولا تعتب علينا كانت الجنة مأوانا فضاعت من يدينا ثم ضاع الامس منىوانطوت بالقلب حسرة أطلقت روحى من الأشجان ما كان سجينا أنا ذوبت فؤادى لك لحنا وأنينا فارحم العود اذا غنوا به لحنا حزينا ثم ضاع الامس منىوانطوت بالقلب حسرة ليس لى غير إبتساماتك من زاد وخمر بسمة منك تشع النور فى ظلمات دهرى وتعيد الماءوالأزهار فى صحراء عمرى ثم ضاع الامس منىوانطوت بالقلب حسرة رحلة النيل النيلُ من نشوة الصهباءِ سَلْسلُهُ وساكنو النيلِ سُمّار ونُدْمانُ وخفقةُ الموجِ أشجانٌ تُجاوبها من القلوب التفاتاتٌ وأشجان كلُّ الحياةِ ربيعٌ مشرق نَضِرٌ في جانبيه وكلُّ العمرِ رَيْعان تمشي الأصائلُ في واديه حالمةً يحفّها موكبٌ بالعطر ريّان وللخمائل شدوٌ في جوانبهِ له صدىً في رحاب النفسِ رنّان إذا العنادلُ حيّا النيلَ صادحُها والليلُ ساجٍ، فصمتُ الليلِ آذان حتى إذا ابتسم الفجرُ النضيرُ لها وباكرتْه أهازيجٌ وألحان تحدّر النورُ من آفاقه طَرِباً واستقبلتْه الروابي وَهْو نشوان تدافع النيلُ من علياء ربوتهِ يحدو ركابَ الليالي وَهْوَ عجلان ما ملَّ طُولَ السُّرى يوماً وقد دُفنِتْ على المدارج أزمانٌ وأزمان ينساب من ربوة عذراءَ ضاحكةٍ في كلّ مغنًى بها للسحر إيوان حيث الطبيعةُ في شرخ الصِّبا ولها من المفاتن أترابٌ وأقران وِشاحُها الشَّفقُ الزاهي وملعبُها سهلٌ نضيرٌ وآكامٌ وقيعان وربَّ وادٍ كساه النورُ ليس لهُ غيرُ الأوابدِ سُمّارٌ وجيران وربّ سهلٍ من الماء استقرَّ بهِ من وافد الطيرِ أسرابٌ وَوُحْدان ترى الكواكبَ في زرقاء صفحتهِ ليلاً إذا انطبقتْ للزهر أجفان وفي حِمى جبل الرجّافِ مُختلَبٌ للناظرين وللأهوال ميدان إذا صحا الجبلُ المرهوبُ رِيعَ لهُ قلبُ الثرى وبدتْ للذعر ألوان فالوحشُ ما بين مذهولٍ يُصفّدهُ يأسٌ وآخرُ يعدو وَهْوَ حيران ماذا دهى جبلَ الرجّافِ فاصطرعتْ في جوفه حُرَقٌ وارتجّ صَوّان هل ثار حين رأى قيداً يكبّلُهُ على الثرى فتمشّتْ فيه نِيران والنيلُ مُندفِعٌ كاللحن أرسلَهُ من المزامير إحساسٌ ووجدان حتى إذا أبصر «الخرطومَ» مُونقةً وخالجتْه اهتزازاتٌ وأشجان وردّد الموجُ في الشطّين أغنيةً فيها اصطفاقٌ وآهات وحرمان وعربد الأزرقُ الدفّاق وامتزجا روحاً كما مزج الصهباءَ نشوان وظلَّ يضرب في الصحراء مُنْسرباً وحولَه من سكون الرملِ طُوفان سارٍ على البِيد لم يأبه لوحشتها وقد ثوتْ تحت سترِ الليلِ أكوان والغيمُ مَدَّ على الآفاق أجنحةً ونام في الشطّ أحقافٌ وغُدران والليلُ في وحشة الصحراءِ صومعةٌ مَهيبةٌ وتلالُ البيدِ رهبان إذا الجنادلُ قامتْ دون مسربهِ أرغى وأزبد فيها وَهْوَ غضبان ونشّرَ الهولَ في الآفاق مُحتدِماً جمَّ الهياجِ كأنّ الماءَ بركان وحوَّل الصخرَ ذَرّاً في مساربهِ فبات وَهْو على الشطّين كُثبان عزيمةُ النيلِ تُفني الصخرَ فورتُها فكيف إن مسّه بالضيم إنسان وانساب يحلم في وادٍ يُظلّلهُ نخلٌ تهدّل في الشطّين فَيْنان بادي المهابةِ شمّاخٌ بمفرقهِ كأنما هو للعلياء عنوان أمة المجد أمة للمجد والمجد لها وثبت تنشد مستقبلها من هوى السودان من آماله من كفاح ناره أشعلها أيها الحادي انطلق وأصعد بنا وتخير في الذرى أطولها نحن قوم ليس يرضي همهم أن ينالوا من العلا أسهلها لكأني بالعذارى نهضت وبناء الجيل أمسى شغلها بهوى السودان غنت لحنها وأدارتباسمه مغزلها نهضة نادت فتاة حرة وفتىً كي يحملا مشعلها وحشةالليل ماله ايقظ الشجون فقاســــت *** وحشة الليل واستثار الخيالا ماله فى مواكب الليل يمشى *** ويناجى اشباحه والظـــــلالا هين تســتخفه بسمة الطفل *** قــــوي يصـــــارع الاجــــــيالا حاسر الرأس عند كل جـمال ***مستشف من كل شئ جمالا ماجن حطم القيود وصـــوفى *** قضى العمر نشــــــوة وابتهالا خلقت طينة الأسى وغشتها *** نار وجد فاصبحت صـــلصـــالا ثم صاح القضاء كونى فكــانت *** طينة البؤس شاعراً مثــــــالا يتغنى مع الريــــــــاح اذاغنت *** فيشجى خمـــيله والتـــــلالا صاغ من كل ربوة منبراً يسكب*** فى سمعه الشجون الطـوالا هو طفل شاد الرمال قصــــورا *** هى آمـــاله ودك الـرمــــــالا كالعود ينفح العطـــــــر للناس *** ويفنـــــى تحــرقاً واشــــتعالا لقاء القاهرة أألقاكِ في سحركِ الساحرِ مُنًى طالما عِشْنَ في خاطري ؟ أحقّاً أراكِ فأروي الشعورَ وأسبحَ في نشوةِ الساكرِ ؟ وتخضلَّ نفسي بمثل الندى تَحدّرَ من فجركِ الناضر تُخايلني صورٌ من سناكِ فأمرحُ في خفّة الطائر تُخايلني خطرةً خطرةً فما هيَ بالحُلُم العابر ويحملني زورقُ الذكرياتِ إلى شاطئٍ بالرؤى عامر **** غدًا نلتقي وغدًا أجتلي مباهجَ من حُسنكِ الشاعري وأُصغي فأسمع لحنَ الحياةِ في الروض في فرحة الزائر وفي ضجّة الحيِّ في زحمة الطْـ ـطَريقِ وفي المركب العابر وفي القمر المستضامِ الوحيدِ تُخطّئه لمحةُ الناظر تطالعني بين سحر الجديدِ تهاويلُ من أمسكِ الغابر وتبدو خلاصةُ هذا الوجودِ من عهد «مينا» إلى الحاضر **** سألقاكِ في بسمةٍ كالربيعِ وما شاء من حُسنه الآسر يُقسّم بهجتَه في النفوسِ ويُطلق أجنحةَ الشاعر وينفخ من روحه جذوةً تَشعّعُ في مُجتلى الناظر ويُسمعني نبضاتِ الحياةِ في الطَلّ في الورق الثائر صنعتُ البشاشةَ من روضكَ الْـ بهيجِ ومن نفحه العاطر وصُغتُ من الزهر من طيبهِ سجايا من الخُلُق الطاهر شبابٌ شمائلُه كالمدامِ تَوقّدُ في القدح الدائر وتكمن في روحه قُوّةٌ كمونَ التوثُّبِ في الخادر **** تمايلَ من طربٍ مركبي وجاشت مُنى قلبِه الزاخر وقد جدّ يطوي إليكِ السهولَ ويعلو وينصبّ من حادر يسير وطيفُكِ في خاطري يُقصّر من ليله الساهر وبي فيه من لفحات الحَنِينِ كما فيه من لهبٍ مائر يسايرني النيلُ إلا لماماً فيفلت من بصرٍ حائر ولكنْ مع النيلِ يجري شعوري ويطفح في موجه الفائر وتهزج روحي له ساجياً وتعنو لتيّاره الهادر هذا ويبقى إدريس جماع علامة فارقه في تاريخ الشعر السوداني بل هو التاريخ الذي تقف عنده الأجيال عندما تحين ساعة الشعر...... | |
|