موضوع: اللقيط...خطيئة تمشي على الآرض ومجتمع لايعترف به الخميس نوفمبر 25, 2010 8:04 pm
قال الله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) 7 سورة الزمر
وقال تعالى: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رهين ) 21 سورة الطور
اللّقيط ...
كلمة اعتدنا على سماعها في الآونة الأخيرة .. لكن هل تعرف حقّا ً ما معناها ؟ إنسان حقّه مهضوم وأصله غير معروف وأهله مختفين عن الوجود. لا حق ولا أصل ولا أهل ! استيقظ على الدنيا ليجد نفسه مرميا أمام المسجد أو في الشارع ... قد يظلّ حيّا وأحيانا ً كثيرةً يموت. أمر مؤلم صحيح؟ لا أب يعطف عليه أو أم تحنو عليه.
تعريفه...
اللقطة لغة ً بسكون القاف أو فتحها: ما وجد بعد طلب أي ما يلتقط، وهي بهذا المعنى اللغوي العام تشمل ما يلتقطه الإنسان من بني أدم أو الأموال, أو الحيوان أو غير ذلك.
وعرفاً: هو الطفل المفقود المطروح على الأرض عادة، خوفاً من مسؤولية إعالته, أو فراراً من تهمة الريبة أو الزنا فلا يعرف أبوه ولا أمه, أو لسبب آخر
كنت انظر في المرآة واسأل نفسي: هل أشبه أبي أم أشبه أمي ... وأسئلة أخرى لاأعرف لها جواباً..
هل يسألون أنفسهم أين أنا? ماذا أفعل? كيف أعيش?
أتمنى أن أراهم ...فقط لأسألهم:
'' لماذا تخليتم عني بهذه السهولة,وتركتموني ورقة في مهب الريح?!...''
اللقيط مولود حي،
نبذه أهله بسبب الخوف من الفقر والحاجة أو لفرار من تهمة الزنا...
هي غلطة...انتهت إلى مأساة بل كارثة تمشي على رجلين
فتكوّنت شاهداً لتنكر أبوين لم يدركا حجم الخطأ بل الخطيئة التي وقعوا فيها ولم يتوفر في قلوبهم رحمة ولا خوف من الله بل ولا حتى يوجد لديهم أي وازع إنساني ولم تعرف الإنسانية طريقاً الى قلوبهم فقاما برميه للحياة...
هكذا..!
بوضعه في قارعة الطريق أو أمام باب أحد المساجد أو قرب حاوية قمامة أن لم يكن فيها ليدخل الى الحياة من أوسع أبواب الذل وبدرجة لقيط فيالها من درجة منحاه أياه هاذين الأبوين
رمياه للحياة ذليلاً يواجه مصيراً مجهولاً
فيالها من درجة منحه إياها أبواه وياله من وسام منحوه إياه في أول لحظات ولادته وياله من لقب سجل عليه أبد الدهر (لقيط)
وعلى الرغم من أن لهذه الكلمة من مفردات الأمتهان والمذلة وطأطأة للرأس، فإنّ هذا الإنسان ليس نبتةً شيطانية كما يتصور البعض
بل هولحمة لاتنفصل عراها عن جسد الأسرة والمجتمع بكل ماتعنيه هذه العبارة من حقوق له على المجتمع وواجبات عليه اتجاه المجتمع وخصوصاً إذا تم رعايته وتأهيله ومنحه ما يستحق من الرعاية والحنان المفقود لديه من أبويه وتأهيله لدخول معترك الحياة من أوسع أبوابها عضواً نافعاً للمجتمع
ولكي نقترب من الحقيقة بل ونلامسها ولكي نجسم الصورة ونعطيها بعدها الحقيقي علينا أن نعرف كل مايتعلق بهذه الشريحة وما وقع عليها من ظلم وكيف يمكننا أن نوعي الناس ونرفع عنهم ما وقع عليهم من ظلم و قسوة المجتمع في التعامل معهم.
أرقام...وأسباب...توضح حجم المأساة وخطورتها
مع مقارنة نسبة عدد اللقطاء في العالم العربي إلى مجموع السكان، يتبيّن أن معدل عدد اللقطاء السنوي:
في الأردن 36 طفل لكل 6 مليون نسمة،
مصر 900 لقيط لكل 12 مليون من أصل 75 مليون نسمةعدد سكانها،
السعودية 22 (مليون نسمة) معدل اللقطاء فيها 800 لكل 36 مليون نسمة،
السودان عدد سكانها 36 مليون نسمة ومعدل اللقطاء فيها 1100 لكل 36 مليون نسمة،
المغرب عدد سكانها 30 مليون نسمة ومعدل اللقطاء 1400 طفل لكل 46 مليون نسمة،
تونس عدد سكانها 10 مليون، معدل اللقطاء فيها 120 لكل 12 مليون .
يرجع المختصون الأسباب والدوافع من وراء حدوثها هذه الحوادث إلى:
1 ) تأخير سن الزواج وارتفاع تكاليفه.
2) كذلك التفكك الأسري وغياب الرقابة الأسرية، إضافة إلى غياب أحد الوالدين عن محيط الأسرة بسبب الطلاق والانفصال.
3) كما أن الانتقام والخلافات الزوجية والأسرية واختلاق الخلافات الزوجية من الأسباب إضافة إلى التفاوت الملحوظ بين طبقات المجتمع .
4) وتساهم زيادة العمالة الوافدة و الاغتصاب وتخلي الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد عن أدوارهم في التربية إضافة إلى الانفتاح والعولمة والتطور التكنولوجي التي يؤدي إلى نشوء علاقات غير شرعية.
ويذهب بعض الباحثين إلى أن الأرقام التي تنشرها هذه الدولة أو تلك على استحياء، منخفضة جدا، بسبب “الواقع المنحل وانتشار الإباحية والسفور” بشكل خطير في المجتمعات العربية.
تقول الدكتورة ريم '' نحن بحاجة للتالي...'' :
1) تكثيف حملات توعية الفتيات بعدم تصديق شعارات الحب المزيفة والحرية المفرطة التي تبثها وسائل الإعلام.
2) توعية الآباء بسلبيات التكنولوجيا الجديدة وتأثير كل ذلك على سلوك الأبناء ومتابعتهم بشكل جيد.
وهنا نحتاج الى وقفة لنناقش ماقالته الدكتورة ريم في نقطتها الأولى; وأول ما يجب أن ننتبه له ونعمل على حله هو أن نقوم بحملة توعية مكثفة وبكل الوسائل المتاحة وأول تلك الوسائل وأهمها الأبوين طبعاً في أن نوصل رسالة واضحة جلية وبطريقة تقبلها وتفهمها الفتاة المراهقة (وهذه مهمة جداً) بأن تتخلى عن وهم الحب وتقول كفى للركض وراء السراب الذي صورته لنا وسائل أعلام الغرب متبعين معنا كل الطرق والوسائل من أفلام ومسلسلات ووسائل أعلام أخرى مرئية ومسموعة ومكتوبة ألا وهو الحب الذي أوقع الفتياة الرقيقات الطيبات في فخاخ الوحوش والذي كان من أخطر نتائجه هذه الشريحة الإجتماعية المظلومة، ألا وهي اللقطاء.
3) التأكيد على أن قضية هذه الفئة هو مؤشر خطير لا تقتصر على شريحة دون أخرى أو طبقة اجتماعية غنية أو حتى فقيرة ولكن الفئة الأكثر التي تتحمل العبء مضاعفة هم الفقراء وأما نساء الطبقة الغنية فتتفادى استمرارها بالحمل والإسقاط في مراحل مبكرة جداً نتيجة الظروف المادية المهيأة لها في ظل التغيرات والتبدلات الكثيرة التي اجتاحت بيئتنا والمختلفة التي تختلف. ولا يستطيعوا الاعتراف بهم ويكون مصيرهم الملجأ
والسؤال كيف نحد من تفاقم ذلك؟ وما هي الجنسية التي يتم منحها للقطاء؟
كلها أسئلة تستوجب من الجهات المختصة والمسئولة مراجعات دقيقة للتخفيف من هذه الحالات الإنسانية الكثيرة والمهمشة وبالتالي على القانون أن يكون واضحا في قول كلمته.
إذاً، نحن بحاجة الى قوانين تصدر من كل الدول وبالذات الدول الأسلامية فهي الأحق والأجدر بأن تكون أول من ينصف هذه الشريحة ويصدر كل القوانين اللازمة لرفع ذلك الظلم عنهم وجعلهم عضواً فاعلاً في المجمتع ومساهمة كل مؤسسات الدولة وكلُ حسب اختصاصها لكي توعّي الشعب والأمة بضرورة تجاوز تلك النظرة الدونية عن اللقطاء من بعد أن تزيل عنهم حتى هذا المسمى (اللقطاء ) وأن تصدر كل القوانين التي تحفظ لهم حقهم وتحدد ما عليهم حالهم حال باقي شرائح المجتمع
من بعد أن تمنحهم كل الحب والحنان المطلوب وتمنحهم كل الرعاية ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع وفاعلين فيه وأن تعمل وبكل الوسائل على تشجيع كل الأسر الميسورة على كفالة اليتيم.
ولمعرفة الأحكام الشرعية
التي تخص تلك الشريحة أدعوكم للدخول على هذا الرابط :