موضوع: هل لـ فريق أن يهزم شعباً !! الخميس نوفمبر 25, 2010 2:37 pm
بقلم / صادق ناشر لم يكن حتى أكثر المتشائمين يعتقدون أن المنتخب الوطني لكرة القدم يمكن أن يكون لقمة سائغة للمنتخبات الخليجية المشاركة في «خليجي 20»، فيهزم بأربعة أهداف من أول مباراة له مع المنتخب السعودي دون أن يكون لديه قدرة على الرد ولو بهدف شرفي صحيح أن اللعب مكسب وخسارة، لكننا لم ندخل في مربع المكسب منذ أن دخلنا معمعة دورات الخليج قبل نحو ثمان سنوات، فقد ظللنا فريقاً يجمع الكرات من شباكه طوال المشاركات الأربع الماضية ، ويبدو أننا سنظل نجمع الكرات من شباكنا حتى في الدورة الخامسة من المشاركة ، وكأنه كتب على اليمنيين أن لايفرحوا حتى وهم في أرضهم . لقد هزم الفريق الوطني شعباً بأكمله ، لم يهزمنا المنتخب السعودي الذي قاتل لاعبوه على الملعب برجولة ، فهذا شيء يحسب لهم ، لكن هزيمتنا جاءت بأقدام لاعبينا الذين استكثروا على 23 مليوناً أن يفرحوا بأول إنجاز لهم في الظفر بنقاط مباراة واحدة على الأقل من بطولات الخليج . صحيح أن الفرصة والأمل لايزالان قائمين ـ على الورق على الأقل ـ إلا أن «الكتاب يظهر من عنوانه» ، وكان رد فعل الجمهور عفوياً عندما خرج إلى الشوارع في مدينة عدن للمطالبة بإقالة الجهاز الفني للفريق ولقيادة اتحاد كرة القدم والمسؤولين في وزارة الشباب والرياضة ، وهو رد فعل طبيعي، نظراً لما كان يزبد به ويرعد المسؤولون عن الرياضة من أن منتخباً جديداً لكرة القدم قد ظهر ، حتى أن بعضاً منا كان يعتقد أننا صرنا قابضين على كأس «خليجي 20» حتى من قبل أن نبدأ اللعب. لكن الأمر اختلف في الملعب عندما حصحص الحق ، وتحول الفريق «الوحش الكاسر» في وسائل الإعلام إلى «حمل وديع» قبِل أربعة أهداف في شباكه كانت مرشحة للزيادة ، وطلع علينا المسؤولون في اتحاد الكرة ليعلنوا لنا استخلاصاً هاماً مفاده أن «الخبرة السعودية كانت وراء إخفاق الفريق» ، لكن المسؤولين نسوا أن يقولوا إن المنتخب الوطني لم يأتِ إلى الدورة للمنافسة على اللقب بل للاحتكاك. وبمناسبة « الاحتكاك » فإن أجسامنا قد تسلّخت من كثرة الاحتكاك ، فكل دورة من دورات الخليج أو مشاركة إقليمية أو دولية نظل نردد أننا نذهب للاحتكاك واكتساب الخبرة ، ويبدو أننا سنظل هكذا طوال حياتنا الرياضية ، أي «نحتك» إلى أن تسيل منا الدماء والدموع . لا أريد أن أكون قاسياً ، فقد قدم بعض اللاعبين مهارات جيدة أثبتت علو كعب الكرة اليمنية ، إلا أن علينا أن نراجع بعد انتهاء البطولة ما حصدناه خلال مشاركتنا في «خليجي 20» ، سواء خرجنا من الدور الأول أم ظفرنا بالكأس ، وهذا أمر مستبعد ، علينا أن نعترف أننا بعد هذه السنوات وهذه الأموال التي أنفقت لتجهيز الفريق لم نستطع أن نبني فريقاً يرفع الرأس عالياً . ما خفف من وطأة الهزيمة النجاح الذي حققته عدن في احتضان البطولة ، فقد أكد أبناء عدن أنهم كانوا على قدر الرهان ، فقد أظهرت عدن مفاتنها السياحية ، وتمكنت من جعل الضيوف يشعرون كأنهم في بيوتهم ، وهذا هو الانجاز الحقيقي للبطولة . لقد سهرت عدن حتى الفجر خلال اليومين الماضيين ابتهاجاً بانطلاق البطولة على ملاعبها ، وكان الجمهور الذي احتشد لمشاهدة حفل الافتتاح والمباراة الأولى بين المنتخب الوطني والسعودي ملح البطولة ، نتمنى أن يظل هذا الملح إلى النهاية، سواء استمر المنتخب الوطني في المنافسة أم خرج منها ، فالهدف هو بطولة ناجحة ، وهو ما بشّر به اليوم الأول من انطلاق « خليجي 20».