أمــيربخلاقي .
♣ آنضآمڪْ » : 27/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 353 الدَولَہ: : اليمن في قلبي
| موضوع: إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به السبت نوفمبر 13, 2010 11:53 pm | |
|
|
|
| د.سعد بن مطر العتيبي | [justify]
بسم الله الرحمن الرحيم من أركان الإسلام الخمسة : حج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا ؛ و وهو شعيرة عظيمة وعبادة جليلة المنافع ؛ فقد بيّن الله تعالى شيئاً من حكم الحج العظيمة ، ووصفها - سبحانه - بما يدل على أنّها عبادة كثيرة المنافع عظيمة الفوائد ، إذ قال جلّ شأنه : ( وأذِّن في النّاس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معدودات ... ) . وإذا تأملنا كلمة منافع وجدناها كلمة عامة ، لم تقيد بوصف معين ولا نوع محدد من المنافع ، وقد تكلم المفسرون رحمهم الله في مدلول كلمة منافع في الآية ، بينوا عمومها للمنافع الدينية والدنيوية ، بالنص أحيانا وبالتمثيل أحيانا ، فقالوا هي : منافع الدنيا والآخرة ؛ أما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن ، والذبائح والتجارات ، ورد ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه ، و مجاهد وغيره من أهل العلم ، وأنَّ هذه المنافع تشمل كلّ ما يرضي الله تعالى من منافع الحج سواء كان ذلك من أمر الدنيا المحض أو أمر الآخرة . قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : " قوله (منافع) جمع منفعة ، ولم يبين هنا هذه المنافع ما هي . وقد جاء بيان بعضها في بعض الآيات القرآنية ، وأنَّ منها ما هو دنيوي وما هو أخروي . أما الدنيوي فكأرباح التجارة ، إذا خرج الحاج بمال تجارة معه ، فإنه يحصل له الربح غالبا ، وذلك نفع دنيوي ... ومن المنافع الدنيوية ما يصيبونه من البدن والذبائح ... وقد بينت آية البقرة على ما فسرها به جماعة من الصحابة ومن بعدهم ، واختاره أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسيره ، ووجه اختياره له بكثرة الأحاديث الدّالة عليه : أن من المنافع المذكورة في آية الحج : غفران ذنوب الحاج ، حتى لا يبقى عليه إثم إن كان متقيا ربّه في حجّه بامتثال ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه . وذلك أنه قال في معنى قوله تعالى : ( فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخّر فلا إثم عليه ) أنّ الحاجّ يرجع مغفوراً له ... وعلى تفسير هذه الآية الكريمة بأنَّ معنى قوله ( فلا إثم عليه ) في الموضعين : أنَّ الحاج يغفر جميع ذنوبه ، فلا يبقى عليه إثم فغفران ذنوبه هذا الذي دلّ عليه هذا التفسير من أكبر المنافع المذكورة في قوله : ( ليشهدوا منافع لهم ) ، وعليه فقد بينت آية البقرة هذه بعض ما دلت عليه آية الحج ، وقد أوضحت السنة هذا البيان بالأحاديث الصحيحة التي ذكرنا كحديث ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ، وحديث ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) . ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن : حديث : ( إن الله يباهي بأهل عرفة أهل السماء ) ... ومن تلك المنافع التي لم يبينها القرآن : تيسير اجتماع المسلمين من أقطار الدنيا في أوقات معينة ، في أماكن معينة ، ليشعروا بالوحدة الإسلامية ، ولتمكن استفادة بعضهم من بعض ، فيما يهم الجميع من أمور الدنيا والدين ، وبدون فريضة الحج لا يمكن أن يتسنى لهم ذلك ، فهو تشريع عظيم من حكيم خبير " أضواء البيان عند تفسيره للآية :3/411-413. وهكذا نلحظ أن تنكير كلمة ( منافع ) جعلت عبارات العلماء رحمهم الله تعالى في بيان هذه المنافع عامة في كل منفعة دينينة ودنيوية ، وكان منهم من فسّرها بالأمثلة لهذين النوعين من المنافع ، أعني الدينية والدنيوية . ولمَّا كانت منافع الحج المشهودة تشمل منافع كثيرة ، ومنها ما يحتاج إلى ولاية تنظِّمه حتى يؤتي ثماره ؛ فإنَّه لا يكاد يخلو كتاب من كتب الأحكام السلطانية - والسياسة الشرعية بمدلولها العام المرادف لذلك – من بحث في أحكام ولاية الحج ، بوصفها أحد الولايات العامة في الفقه السياسي الشرعي . وقد بيّن العلماء حكم ولاية الحج ووجوب تأمير أمير على حجاج بيت الله الحرام وجوبا شرعيا ؛ لينتظم أمر هذا الجمع الكثير ، وتستقيم أحوال الحجاج أمنا وسلامة ويسرا ، ويتفرغ النّاس لأداء الحج في جو روحاني لا تنغصه المنغصات ، ولا تُذهب منافعه الطارئات . وفي التاريخ الإسلامي نجد أن الإمام الأعظم قد يكون هو من يتولى هذه الولاية ، وقد يكون أمير الحاج شخصا آخر ينيبه الإمام الأعظم ، كما بيّنه العلماء ، ومن ذلك قول الآجرّي رحمه الله : " فإمرة الحج ولاية سياسية ، وتدبير وهداية ؛ لأنها من أجلّ المراتب الدينية ؛ لأنّها من أجل المراتب الدينية ، وأفخم الوظائف السُّنِّيَّة ، فدخل بهذه المرتبة الشريفة فوق النَّيِّرَيْن ... وناب عن الإمام الأعظم في خدمة الحرمين الشريفين . فقد تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ، فحجّ بالنّاس السنة العاشرة ، كما هو مقرّر معلوم ..." . ولأهمية هذه الولاية وأصالتها على مرّ تاريخ الدول الإسلامية ، أُلّفت مؤلفات في تعداد من ولي إمرة الحاج في التاريخ الإسلامي ، ومن ذلك كتاب : "حسن الصفا والابتهاج بذكر من ولي إمرة الحاج" لأحمد بن عبد الرزاق الرشيدي ، الذي اختصره الخضراوي رحمهما الله تعالى . وقد ذكر علماء السياسة الشرعية كالماوردي وأبي يعلى - رحمهما الله - وغيرهما : أن ولاية الحاج نوعان : 1- ولاية تسيير الحجيج . ووصفوها بأنها ولاية سياسية ، وزعامة وتدبير . فيشترط لها ما يشترط في عموم الولاة ، وتتعلق بها عشر وظائف ذكرها العلماء ، تتوزع على كل ما يخدم الحاج ومن الخدمات ، وما يصلح أمرهم من الأنظمة والجزاءات . وهي وظائف ومهام يقودها في هذا العصر الملك في المملكة العربية السعودية ، بوصفه صاحب الولاية العظمى في المملكة التي هي بلاد الحرمين ، ويلحظ ذلك في لقب ( خادم الحرمين ) الذي حلّ محلّ الوصف بـ ( جلالة الملك ) في عهد الملك فهد رحمه الله سابقا ، واستمرّ في عهد الملك عبد الله حاليا . وتبعا لتطور الدولة في هذا العصر من حيث وظيفتها ، نجد أن هذه الوظائف تتوزع اليوم داخل المملكة العربية السعودية - أرض الحرمين - من الناحية التنفيذية ، على عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة المباشرة ، كإمارة منطقة مكة ، و وزارة الحج ، ورئاسة الحرمين ، و وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، و وزارة الداخلية ، ورئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، و وزارة الصحة ، و وزارة العدل وغيرها . وهي ولاية تصل صلاحياتها السياسية الشرعية إلى حد إصدار أنظمة سياسية شرعية ، تستند إلى المصلحة الشرعية العامة ، وتحقق المقاصد الشرعية في أداء هذه العبادة دون ضرر أو إضرار على أفضل ما يمكن . ومن ذلك تقييد بعض المباح والمشروع ، تحقيقا للمصلحة الشرعية العامّة ، التي يقرّها علماء الشريعة ؛ ومن ذلك ما يتعلق بتقييد عدد الحجاج بنسب معينة ، وطلب تصاريح للحج ؛ ابتغاء تنظيم الحج على نحو يحقق المصلحة العامة لعموم الحجاج من كل فج عميق ، وهي أنظمة أقرّها أهل العلم لاستنادها إلى المصلحة الشرعية ، فاتخذت شرعية في التطبيق بوصفها من جملة أحكام السياسة الشرعية . 2- ولاية على إقامة الحج في مكة والمشاعر . ووصفوها بأنها بمنزلة إمامة الإمام في إقام الصلاة ، ولذلك يشترط في من يتولاها العلم بأحكام الحج ، وكيفية أدائه على النهج النبوي ( خذوا عني مناسككم ) . وهي وظائف تتجلى اليوم في عمل عدد من الجهات الشرعية الرسمية ، من أهمها : منصب سماحة المفتي وإمامته للناس في الحج وتوليته خطبة عرفة ، و كذا اللجنة الدائمة للإفتاء ، ولجان توعية الحجاج التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية ، وهيئة الأمر بالمعروف في جانبها الإرشادي ، وكذا الجهات الرسمية غير الحكومية ، المساندة لجهود التوعية بأحكام الحج وتوعية الحجاج توعية شرعية . ومن هنا كان واجبا على الدولة الإسلامية أن تحمي الحجاج حماية عقدية وفكرية وبدنية . وإذا ما تحققت هذه الولاية بقسميها بصورة صحيحة ؛ فإنَّ الحج يؤتي منافعه المتنوعة ، الدينية والدنيوية ، ومن ذلك المنافع السياسية . ومن فوائد الحج التي تتجلى فيها المنافع السياسية : كونه مؤتمر اجتماع وتعارف ، وتنسيق وتعاون بين المسلمين ، ولا سيما مع جعل ذلك واقعا عمليا منظّما في عدد من صوره ، في مثل المؤتمرات الإسلامية المصاحبة للحج التي تجمع قيادات المسلمبن في العالم الإسلامي وفي مواطن الأقليات الإسلامية ، ويتدارسون فيها جملة من قضايا العالم الإسلامي ، تحت رعاية الجهات الرسمية والمؤسسات الشرعية العامة . وتتجلى السياسة أيضا في مخاطبة الكافة ممن يحضرون الحج ، وممن لا يحضرونه بما ينقل لهم عن طريق الأشخاص ، ليعلموه ويبلغوا من وراءهم ، ( فرب مبلغ أوعى من سامع ) ، أو بما يستجد من وسائل كما في عصرنا الحاضر ، من النقل المباشر وغير المباشر للحج ، و ما يُعلن فيه من بيان للقضايا التي تهم الأمة كلّها ، وهو ما يتضح في خطبة عرفة ، تلك الخطبة التي كانت السياسة من أهم موضوعاتها في خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلك الخطبة التي شملت الحديث عن جُملٍ من السياسة الداخلية والخارجية ، وبيانٍ للحقوق والواجبات للفرد في الإسلام . وتتجلى ناحية سياسة أخرى وذلك في : تحديد حرمة المكان وبيان عمقه الاستراتيجي الذي يُشرع لمن يدين بالدين أن تطأ قدمه المدينة المحرمة المقدسة ، فيأتي الحاج المسلم مبتهجا مسرورا ، يأوي إلى البيت الحرام بشعور الانتماء العظيم للأمة ، كما لو كان البيت بيته ؛ بينما تتمنع قداستها وحرمتها عن قبول من لا يدين بدين أهلها ولا ينتمي لولائها الديني زمانا ومكانا وأمة - أن يطأها بقدمه ولمّا يؤمن بقدسيتها وحرمتها واجبا من واجبات إسلامه ، لا وسيلة لتحقيق أغراضه ؛ ومن هنا تتجلى خطورة أهمية بقاء هذه الولاية في أيادي سُنيّة أمينة ، كما تتجلى خطورة أي دعوة تسعى إلى تدويل الحرمين مهما كانت حججها . ومن فوائد الحج السياسية اليوم : إثبات صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان ، فكم من زائر للبيت الحرام قد شوهت عنده صورة بلاد الإسلام ومنطلق العقيدة والشريعة قبل وصوله ، فلما دخل بلاد الحرمين ، وزار البيت الحرام رأى عدم تعارض الشريعة مع الأخذ بالوسائل العصرية والتفوق في الأمور الدنيوية وتوظيف الدنيا للدين ، وقد رأينا وسمعنا شهادات كثيرة وتعبيرات عن المشاعر تغيرت فيها النظرة التي أوجدها التشويه الإعلامي للإسلام وأهله ، حتى ظن بعض الناس من أبناء المسلمين البعيدين أن الدين لا يتوافق مع العلم . وبهذه الإطلالة يتبين أن منافع الحج السياسية باب واسع من أبواب حكمه ، يمكن العمل لتحقيق أكبر قدر منها بتوظيف هذه الشعيرة توظيفا شرعيا يتفق مع أهداف الحج ، ويحقق منافعه ، من خلال ضبط إداري وسياسي وتراتيب دعوية راقية ، تعمل من أجل وحدة الأمة على منهاج النبوة ، فيعود منها المسلم وقد ارتوى من معين العبادة ، وتشبّع بروح الوحدة ، وآبَ مستشعرا وظيفته الدعوية في كل فج أتى منه . نسـأل الله تعالى أن يحفظ لبيته العتيق أمنه وأمانه ولحجاج بيته حجا مبرورا وسعيا مشكورا ، ولكل من قام بخدمة الحجيج نية صالحة وعملا متقبلا . وصلى الله على نبينا محمد وآلة وصحبه . منقول [/justify]
|
| |
|
بوابة الاعلانات اداري
♣ آنضآمڪْ » : 26/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 3884 الدَولَہ: : اليمن السعيد
| موضوع: رد: إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به الأحد نوفمبر 14, 2010 1:08 am | |
| | |
|
عبدالمجيدالجحدري المدير العام
♣ آنضآمڪْ » : 27/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 1010 الدَولَہ: : عـــالمي الخاص (~
| موضوع: رد: إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به الأحد نوفمبر 28, 2010 7:41 am | |
| الله يعطيك العافية ويوفقك | |
|
التبض اليماني عضو فضي
♣ آنضآمڪْ » : 30/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 101 الدَولَہ: : ارض الحضارة
| موضوع: رد: إطلالة على المنافع السياسية في الحج والولاية المتعلقة به الجمعة ديسمبر 03, 2010 1:06 pm | |
| مشكور اخي الغالي بارك الله فيك وجزاك خير على الجهد الرائع منك انتظر المزيد منك فل تستمر كما انت اخي
| |
|