بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة الأحزاب (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ..)) الآية 6. فعائشة - رضي الله عنها -زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تكون أما للمؤمنين كما ذكر الله ذلك في القرآن الكريم .
وكذلك فقد برأها الله تعالى في القرآن الكريم في سورة النور عندما قال (( إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم )) الآية 11. فقد برأ الله تعالى عائشة - رضي الله عنها - وسمى ما رميت به إفكا وهو الكذب والافتراء . فمن اتهم السيدة عائشة - رضي الله عنها - بالزنا ( وهي الطاهرة المطهرة ) فقد كذب كلام الله تعالى ومن كذب كلام الله تعالى فقد كفر . ومن ناحية أخرى هل يرضى الله تعالى أن يتزوج نبيه الكريم بامرأة زانية تعالى الله عن ذلك ، ورضي الله عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - الطاهرة المطهرة ، ولكن لن يضرها ذلك مادام الله تعالى قد برأها بآيات تتلا بالليل والنهارإلى قيام الساعة .
وهذه قصيدة لشيخنا الفاضل عائض القرني- حفظه الله - في أم المؤمنين عائشة - رضي الله -
يا أمنا، أنتِ أنتِ ذروة الكرمِ
وأنتِ أوفى نساء العُرْب والعجمِ
يا زوجة المصطفى، يا خير من حملت
نور النبوة والتوحيد من قدمِ
أنتِ العفاف فداك الطهر أجمعه
أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ
نفديك يا أمنا، في كل نازلةٍ
من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهمِ
وهل يضر نباحُ الكلب شمسَ ضحى
لا والذي ملأ الأكوان بالنعم
الله برَّأها والله طهرها
والله شرفها بالدين والشِّيمِ
الوحي جاء يزكِّيها ويمدحُها
تباً لنذلٍ حقيرٍ تافهٍ قزمِ
والله أغيرُ من أن يرتضي بشراً
لعشرة المصطفى في ثوب متَّهمِ
في خِدْرها نزلت آياتُ خالقنا
وحياً يبدِّد ليلَ الظُّلمِ والظُلَمِ
عاشت حَصَاناً رَزَاناً همها أبداً
في الذكر والشكر بين اللوح والقلمِ
صديقةٌ يُعرف الصِّديقُ والدُها
صان الخلافةَ من بغْيٍ ومن غشمِ
مصونة في حمى التقديس ناسكةً
من دون عِزِّتها حربٌ وسفك دمِ
محجوبةٌ بجلال الطُّهر صيّنةٌ
أمينة الغيب في حِلٍّ وفي حرمِ
كل المحاريب تتلو مدحها أبداً
كل المنابر من روما إلى أرمِ
وكلنا في الفدا أبناء عائشةٍ
نبغي الشهادة سبّاقين للقممِ
مبايعين رسولَ الله ما نكثت
أيماننا بيعةَ الرِّضوان في القسمِ
يا أمنا، قد حضرنا للوغى لُجباً
نصون مجدكِ صونَ الجندي للعلمِ
عليك منا سلام الله نرفعه
بنفحة المسك بينَ السِّدر والسَلمِ
لا بارك الله في الدنيا إذا وهنت
منا العزائمُ أو لم نوفِ للقممِ
فالموتُ أشرفُ من عيشٍ بلا شرف
والقبرُ أكرمُ من قصرٍ بلا كرمِ