الى اروى في صلاة وداعيها

إلى أروى في صلاة وداعِها : طلال الحذيفي
الخميس , 19 يونيو 2008 م



أروى
سَافَرَ القلبُ خَلفَكِ تحكي لظاهُ الدموع
واستوحشتْ غُرْبَتي نَفْسَهَا في خُطوب ِالمِحَنْ
ليلي يُناضِلُ فيهِ الجَوى كالمقاتلِ
وصبحي يُجَمِّرُنِي الشوقُ في ساعِديهِ!!!
إليكِ وفيكِ اشتعالُ دمي
يُهَذَّبُ مَسعى سُرَاهُ طقوسُ التُّقَى ورعيدُ الحزنْ
بلادي فؤادي قتلتيهِ من غير جُرْمٍ
ألااااااا تبلغين َمِنَ الرُّشْدِ أطرافهُ
كيما تُجيزي صلاةَ النوافلِ نحو فؤادي الحبيبةْ
غَيٌ سقوطُ العوالمِ إلا جريدُ القبيلةْ
والعُروبةُ تيهُ بغيرِ النبي كما تعلمينَ
تَعجن ُالخمرَ بالروثِ
تعبدُ تمرَ النخيلِ وتربَ الجبالْ
لولا النبيُ لما خاطبَ السُّحبَ هارونُ:
"فلتُمطري حيثُ شئتي"
تاريخهم قبل نورِ السماءِ
بأرض الحروب ِوسوقِ الفتنْ
آآآنَ لأن نكفُرَ اليومَ بالزمرةِ الأقرباء
كم قتَّلوا حُبَّنا بالمحاريبِ
هيا اقتلونا بسيفِ اليدينْ
اقتلونا شهيدينْ
لنرحل َعن بلد الكبتِ رحلَ النبوة
أين َشُعيب؟
اشطري قلبكِ الحي نصفين
يا ضياء َالمسار الزكي
نصفُ كأمي
يوم كانت تُلطِّفُ بَرْدِي بدفءِ الفؤادِ الحسنْ
أمي التي سافرتْ قبلَ سبعٍ إلى الله!
تحكي لجيرانها
كُبرياتِ البطونِ وصغرَ العقولِ
من البِِرِِّ في واقعٍ لفَّهُ
بُهرجٌ في العَفَنْ!
أمي التقيةُ في قبرها المستنيرِ
بضوءِ الصلاحِ الذي في سلوكي بكفيكِ أروى!
مَدَّ عُلانا بحسنِ الطفولةِ
نبلاً ينافى غريق الزمنْ
ونصفٌ كريانِ جنتنا بعد َرحْلِ الحياةِ
انزعي بطراوتهِ عن خدودي لهيب الدموعِ
وأدفئني بهِ يا نزيلة َقلبي الفسيحِ
كم ضيقوا في هوانا البُغَاةُ
وكم أرهقوا طيفنا المؤتمنْ
سافري بي بعيداً عن القيلِ والقالِ
من نسوة الحيّ والعاهراتِ الرَّجِيمَاتِ!
من شدة الرَّبِ
من سبخاتِ النفاقِ اللعينِ
على قعقعاتِ اللحى!!
والصلاةَِ التي لا تؤمُ الفضيلةََ وأحسرتاهْ
في الرَّذِلةِ كمْ يختبون َبها
يقتلونَ سماءَ الزَّكنْ
هيا إذنْ
هيا لنَعْرِجَ نحو فضاءِ تكوني بهِ
زهوتْ القلبِ
كوخَ الصلاة
لباسَ المساءِ
زكاة الطريق عفاف البدنْ
أنا لا اريدُ سوكَ بلاداً
فأنت بلادي وأنتِ الوطنْ.

تعز - أ/الشاعر طلال الحذيفي