عبدالمجيدالجحدري المدير العام
♣ آنضآمڪْ » : 27/09/2010 ♣ مشآرٍڪْآتِڪْ » : 1010 الدَولَہ: : عـــالمي الخاص (~
| موضوع: قصة أب مع ابنته ..! الأربعاء أكتوبر 27, 2010 11:09 am | |
| القصة :
إشتكت إبنة لأبيهامصاعب الحياة ، وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها، وإنها تود الإستسلام،فهي تعبت من القتال والمكابدة. ذلك أنه ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى . إصطحبها أبوها إلى المطبخ وكان يعمل طباخا … ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعهاعلى نار ساخنه … سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة . وضع الأب فيالإناء الأول جزراوفي الثاني بيضةووضع بعض حبات القهوه المحمصه والمطحونه(البن ) في الإناء الثالث .. وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما... نفذ صبرالفتاة، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها…! إنتظر الأب بضع دقائق .. ثمأطفأ النار .. ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء .. وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان .. وأخذ القهوة المغليه ووضعها في وعاء ثالث . ثم نظر إلى ابنته وقال: يا عزيزتي،ماذا تريدي أن تكوني ؟أجابت الإبنة: أكون ماذا؟ أجاب:جزرة أم بيضة أم قهوة ؟وطلب منها أن تتحسس الجزر… فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا ..! ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة.. ! فلاحظت أن البيضة باتت صلبة..!ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة..! فابتسمتالفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية..! سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟ فقال: إعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه، وهوالمياه المغلية… لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف. لقد كان الجزرقويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف، بعد تعرضه للمياه المغلية. أما البيضةفقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي، لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عندتعرضه لحرارة المياه المغلية. أما القهوة المطحونه فقد كان رد فعلها فريده … إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه . تعليق : ومـاذا عنـك ؟…هل أنت الجزرة التي تبدوصلبة..ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟أم أنكالبيضة .. ذات القلب الرخو.. ولكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قويا وصلبا ؟ قدتبدو قشرتك لا تزال كما هي.. ولكنك تغيرت من الداخل.. فبات قلبك قاسيا ومفعمابالمرارة! أم أنك مثل البن المطحون.. الذي يغيّر الماء الساخن ..( وهو مصدرللألم ).. بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟! فإذا كنت مثل البن المطحون.. فإنك تجعلينالأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء. ********* المعنى العام للقصة :
مدار هذه القصة حول مدى ثبات المرء حين المصائب والشدائد وكيف يرد عنه الشدة ويعرف كيف يتحكم فيها .
مقابلة المعنى لما جاء من آيات وأحاديث شريفة:
قال الله تعالى :" {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173 فذكر الله تعالى حالهم حين نزول البلاء والشدة وهو ثباتهم وحزمهم على المواصلة دون تراخ منهم .
وقال جل وعلا :{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }آل عمران147، التسليم لله تعالى وطلب الثبات منه سبحانه .
الأحاديث الشريفة : قال خَبَّاب رضي الله عنه: أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً ، وَهْوَ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، وَقَدْ لَقِينَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً فَقُلْتُ أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ فَقَعَدَ وَهْوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ فَقَالَ": لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ " . رواه الإمام البخاري في صحيحه. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثباتهم وصبرهم في وقت محنتهم وشدتهم .
********** الفوائد المستقاة :
1-نصيحة الآباء للأبناء وضرورة إرشادهم لما يفيدهم . 2- التوجيه السديد يكون بضرب الأمثال . 3- الثبات عند الشدائد والمحن . 4- المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . 5- لا تضعف عند النوازل ولا تركع للزلازل . --------- مجاجة : اقتضت تجربة الناس في هذه الحياة أن الشدة مدرسة يتخرج منها الأبطال فليكن سلاحك حين ولوج بابها الثبات والصبر والحزم على مواصلة المسير واليقين بمستقبل أفضل . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . | |
|