من لقلب الظمآن من وقدِ صحراء تلظت من حرها الأفياء
من لأخلاق القبيلة في شعب ٍ غريقٍ في إثمه النبلاء
من لآماله الكبار. ومابين شعاب البطحاء إلا الهباء
من لأهدافه . وليس وراء البيت إلا الصحراء والظلماء
من لإيمانه . وقد ملأ الكعبة كفراً حراسها الأغبياء
تركوا بيت الله يحتله الأعداء , والمشركون والشركاء
يقشعر التسبيح في حرام الله .إذا همهمت بع الحنفاء
من لأفكاره . وآلهة الشعب المرجى حجارة صماء
من لتشريعه الرحيم . ودين القوم فيهم تناحر ودماء
ليس إلا الفرار بالخلق الطاهر والاعتصام والإحتماء
ليس إلا الولوه في رحمة الله وإلا الملاذ والالتجاء
ليس إلا السماء للملك الإنسان . تؤوي فؤاده أو حراء
وانتحى المصطفى إلى الجبل الصامت حيث القدسية الشماء
حيث لا شاغل هناك عن الله . ولا ضجة ولا ضوضاء
حيث يطوى في ذلك الصمت مافي الكون إلا الحقيقة العلياء
حيث لا نبأةٌ سوى همس جبريل . ولا منبىء ولا أنباء
وهب الله ظلمة الغار نوراً منه تمحي في ضوئه الأضواء
لم تدق مثله الشموس . ولم تحلم بلألائه النجوم الوضاء
جمع الله فيه روح السموات , فأجرامهن منها خلاء
وارتوى الغار منه, والعرش والكرسي والكعبة الحرام ظماء
جبل في مجاهل البيد قزم
ليس تدري بظلة البيداء
رفعت رأسه على كل طود
عزة عبقرية قعساء
فحوى ما حوت جوانح جبريل . وما أكرمت به سيناء
فجر الله في حراء ينابيع الهدى , وهو صخرة صماء
فكأن الغار البليغ فم الأقدار. منه الإفضاء والإيحاء
وكأن النبي فيه لسان الكون. يحكي عن روحه ما تشاء