البردوني (حيرة الساري

صاحبي غامت حوالينا iiالنواحي أي معدى تبتغي أيَّ مراح iiِ
قف بنا حتى يمرَ السيلُ iiمن دربنا المحفوفِ بالشر َ الصراح iiِ
أين تمضي؟ والقضا مرiiتقب ومتاح والرجا غير متاح iiِ
والدجى الأعمى يغطي iiدربنا برؤى الموتى وأشلاء iiالأضاحي
أين تمضي ؟ وإلى أين iiبنا جدتِ الظلما فدع حمق المزاح iiِ
أظلم الدربُ حوالينا iiفقف ريثما تبدو تباشير الصباح iiِ
* * ii*
وهنا نادى على الدرب iiفتى صوته بين اقتراب ٍ وانتزاح iiِ
يحمل المصباح في iiقبضته وينادي الركب من خلف الجراح iiِ
فتلفتنا إليه iiفانطوى صوته بين الروابي iiوالبطاح
واحتوى الصمت الندا iiواضطربت حول مصباح الفتى هوج الرياح ِ
* * ii*
يا رفيقي هذه iiليلتنا عاقر سكرى بآثام السفاح iiِ
والعفاريت عليها iiموكب يرتمي في موكبٍ شاكي السلاح iiِ
و الأعاصير تدوي في iiالربا وتميت العطر في صدر الأقاحي
وغصون الروضٍِ عراها iiالهوا ورمى عن جيدها كل وشاح iiِ
والرياض الجرد لهفى لم iiتجد لطف أنسام ولا نجوى صُداح iiِ
نام عنها الفجر والطير iiفلا همس منقار لا خفق جناح iiِ
* * ii*
يا رفيقي في السرى هل iiللسرى آخر؟ هل للظلام الدرب iiماحي؟
تلك كأس العمر جفت iiوهوت وهواناً في شفاه الكأس iiصاحي
هل وراء العمر عمر شائقٌ؟ هل وراء اليأس طلَّ منْ iiنجاح
أي ركب من هنا يسري iiوما باله يسري إلى غير iiفلاح
وطريق السفر شوك iiودم يصرع الهول به ساحاً iiبساح
تعب الركب وكل الدرب iiمن ضجة السفر وضوضاء iiالتلاحي
((حيرة الساري)) متى يغفي؟ متى يستريح الدرب من ركب الكفاح؟
** ** ii**