شبكة ومنتديات قلعة اليمن
تناول يعقوب احيمئير في مقال له بصحيفة اسرائيل اليوم، التغيرات التي ستطرأ على ادارة الرئيس اوباما بعد رحيل كبير الموظفين في البيت الابيض رام ايمانيول الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية، وكتب يقول: في 3 نوفمبر، بعد نحو شهر، ستبدأ الولاية الثانية للرئيس أوباما. نعم، نعم، فقط سنتان بعد انتخابه رئيسا، وليس أربع سنوات مثلما يقرر الدستور. قولنا هذا لا ينسجم، بالطبع، مع بنود الدستور، بل يعكس فقط جدولا زمنيا سياسيا تدور عقاربه بوتيرة أسرع نحو انهاء فترة الولاية الاولى لاوباما. ماذا سيحصل في 3 نوفمبر؟ اوباما سيعقد في ذاك اليوم اجتماعا لمستشاريه المقربين. رام ايمانويل تغير. فبعد أن كان -عمليا- رقم 2 في البيت الابيض، فان الامر سيكون مختلفا حقا بالنسبة الى الرئيس.
مكان ايمانويل يحتله بيت راوس، رئيس الطاقم الجديد. على ماذا ستدور المشاورات في صبيحة يوم الاربعاء، 3 نوفمبر؟ المجتمعون برئاسة الرئيس سيبحثون، في اجواء طوارئ حقيقية، نتائج الانتخابات للكونغرس، التي كانت قبل يوم من ذلك. يحتمل أن يتبين لهم بان حزبهم الديموقراطي فقد الاغلبية في مجلس النواب، والخصم، الجمهوريون، قضموا من الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ. وأمام المجتمعين ستبسط الصحف التي قد يكون احد عناوينها الرئيس، غداة الانتخابات للكونغرس، سيبشر: حتى السيناتور هاري ريد، زعيم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، خسر مكانه في ولاية نفادا لمصلحة جمهوري.
هذا هو السيناريو، والسيناريو فقط، لشهر آخر. وهو يستند الى استطلاعات الرأي العام والى الاجواء العامة. وسواء كانت نتائج الانتخابات للكونغرس بالفعل ستنقذ الحزب الديموقراطي بصعوبة، أم سيكون الضرر السياسي أقل من ذلك، ففي نهاية عهد ايمانويل في البيت الابيض يبدأ عهد جديد: تعيين راوس بدلا من ايمانويل يعكس نية من الرئيس لمحاولة الوصول الى تفاهمات في مجالات التشريع مع الحزب الجمهوري. وليس صدفة أن وصف راوس، الرجل الذي خرج الى الاضواء، بانه «السيناتور الـ 101». في ماضيه عمل خلف الكواليس مع السيناتورين داشل واوباما، وحياته السياسية قام بها، خلافا لسلفه، (دون رنين)، بالقياس الى ايمانويل الذي سعى الى الصدامات وبين أسنانه كانت دوما سكينا سياسية، بواسطتها قطع ودفع الى الامام بسياسة الرئيس. خليفته سيسعى الى الحلول الوسط، وذلك لان بانتظار الرئيس فترة غير سهلة: اذا ما تضرر الديموقراطيون بالفعل في انتخابات نوفمبر، من المتوقع لاوباما ان يقضي باقي ولايته (سنتان) مع كونغرس صدامي في كل مواضيع التشريع.
من غير المتوقع أن ينشغل راوس في مواضيع المواجهة الاسرائيلية - الفلسطينية. ايمانويل «هجم» على هذه المسألة، وذلك أيضا لانه يهودي. عمليا، هذا ليس من مهمة رئيس الطاقم الانشغال في الشؤون الخارجية، بل ادارة الاصلاحات التي يسعى الرئيس الى تحقيقها. بتقديرنا، ايمانويل أضر فقط وليس فقط بالرئيس، بل بمجرد المعالجة لمسألة المواجهة الاسرائيلية - الفلسطينية.
وبشكل عام، فان مربي الذرة في كانزاس لا يهتم جدا بمسألة تجميد البناء في مكان ما هناك، بل بوضعه الاقتصادي. لهذا ينبغي ان يعد نفسه اوباما في باقي ولايته.
إذ بعد نوفمبر، ووفقا لما تفيد به الساعة السياسية (وليس الدستور!)، تبدأ فترة ولاية ثانية. ويحتاج الرئيس الى أن تكون هذه أكثر نجاحا من السنتين الاوليين.
وكانت فرانس برس قد قالت في تقرير كتبه (آن كورنبلات وسكوت ويلسون) قبل اجراء هذا التغيير جاء فيه.
منذ ان اعتلى سدة الادارة في البيت الأبيض، اعتمد الرئيس الامريكي باراك أوباما على دائرة ضيقة من المستشارين الذين اعتبرهم الأكثر ثقة لديه بشأن السياسات والسياسة.
أوباما يصفه أعضاء فريقه بالقلق حيال الغرباء والتردد في توسيع دائرته الداخلية الضيقة، كما وصفه أحد مستشاريه صراحة بالقول: «إنه لا يحب الناس الجدد». وسواء أحبهم أم لا، فسوف يحاط بهم، حيث يتوقع إجراء تغيير جديد في الفريق المعاون له ليحرم أوباما من اثنين من مساعديه وسيحدث فيض من التغيرات في الجناح الغربي. حيث يتوقع أن تتعرض الدائرة الضيقة للرئيس، كبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل وكبيري مستشاريه ديفيد أكسلرود، وفاليري غاريت، والسكرتير الصحافي روبرت غيبس، ونائب الرئيس جو بايدن، إلى التفكك. ويتوقع على نطاق واسع أن يترشح رام إيمانويل لمنصب عمدة شيكاغو بينما أكسلرود سيغادر في الربيع للإعداد لحملة أوباما الرئاسية لانتخابات عام 2012.
وسيخسر أوباما أيضا، عددا من كبار مستشاريه، حيث أعلن كبير المستشارين الاقتصاديين لورانس سومرز، عن عودته إلى جامعة هارفارد، حيث يعمل أستاذا، وكذلك نائب كبير موظفي البيت الأبيض جيم ميسينا، الذي يتوقع أن يلحق بأكسلرود في شيكاغو، مستشار الأمن القومي غيمس جونز، الذي قيل إنه يرغب في الاستقالة نهاية العام الحالي.
وكان بعض المساعدين والحلفاء السابقين للرئيس قد عبروا عن أملهم في أن يستفيد أوباما من رحيل هؤلاء المستشارين، والاستعانة بجدد يتمكنون من تغيير فريق الرئيس الحالي.
ويقول واضع استراتيجيات ديمقراطي، عمل لفترة طويلة مع البيت الأبيض في عدد من القضايا: «لقد كانوا مخطئين في سياستهم بشأن الوظائف والإنفاق والعجز في الموازنة والدين. فلم يتمكنوا من تحقيق تقدم في أي منها، ولعل السبب في ذلك هو انعزاليتهم. وإلا كيف تفسر فقدان هذه الجماعة الشعبية الجارفة التي تمتعت بها في البداية؟» وطلب الاستراتيجي عدم ذكر اسمه حتى يتمكن من الحديث بحرية حول الرئيس والفريق المعاون له.
هذه نظرة معتادة بين خبراء السياسة الديمقراطيين، الذين يشاركون نفس أهداف البيت الأبيض، لكن إحباطهم تضاعف نتيجة لهذا الفريق الذي يتعذر الوصول إليهم ويقفون عقبة في طريقهم. لكن يبدو أن الرئيس أوباما لا ينوي البحث خارج أسوار البيت الأبيض عن مستشارين جدد. ففي لعبة تخمين واشنطن الشائعة وغير الجديرة بالثقة في أغلب الأحيان، غالبا ما تكون الأسماء المذكورة مألوفة بالفعل للرئيس. حيث يتوقع أن يتولى توم دونيلون، نائب مستشار الأمن القومي، أيا من منصبي رام إيمانويل أو جونز. وقد تقارب أوباما ودونيلون خلال حملته الرئاسية عام 2008 عندما تولى مسؤولية إعداد المرشح للمناقشات. ويتوقع أن تكون بيتي روز، إحدى المرشحات لخلافة إيمانويل، وتعمل روز كبيرة لموظفي أوباما في مجلس الشيوخ، ويأتي بين المرشحين الآخرين بوب بايور، مستشار البيت الأبيض الذي كان محامي الرئيس الشخصي قبل الانضمام إلى الإدارة العام الماضي. وأيضا قيل سكيليرو، الذي يدير مكتب ارتباط أوباما مع الكونغرس، وزعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ السيناتور توم داستشيل الحليف المقرب من أوباما.
وتعكس التعيينات الوشيكة في البيت الأبيض رغبة الرئيس في إحاطة نفسه بأشخاص يعرفهم جيدا. فإليزابيث وارين، التي عينت مؤخرا كمستشارة الحكومة الأولى في حماية المستهلك، وصفها أوباما بأنها «صديقة عزيزة»، وكذلك أوستن غولسبي، الذي تولى رئاسة مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس، والذي كان ضمن الحلقة الخاصة بالرئيس أكثر من سلفه كريستينا رومر.
ويرفض مسؤولوا البيت الأبيض الانطباع بأنهم منعزلون خارج البيت الأبيض. وقالوا إنهم يقدمون للرئيس مجموعة متنوعة من الآراء ومن الأشخاص ومن داخل الإدارة ومن خارجها وأوضحوا أن الدائرة الداخلية للرئيس لا تقف عقبة في طريق تلك الآراء على الدوام، فإيمانويل وبايدن على سبيل المثال، كانا في الجانب الخاسر من المناقشات بشأن كيفية التعامل مع إصلاح الرعاية الصحية (رفض إيمانويل تبني الخطة في بداية الفترة الرئاسية الأولى لأوباما)، والحرب في أفغانستان (كلاهما كان ضد إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان).
وقال غيبس: «أعتقد أن هذه الدائرة التي يتحدث إليها الرئيس بصورة يومية جدية». لكن في لحظات التفكير يميل الرئيس في بداية ونهاية اليوم إلى الحديث إلى مستشاريه الخمسة للتشاور بشأن الأفكار ومراجعة البيانات. وعندما كان الرئيس يحاول اتخاذ القرار بشأن إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال، بعد المقال المحرج الذي نشر في مجلة «رولنغ ستون»، أجرى الكثير من المكالمات الهاتفية مع مسؤولين خارج الإدارة. وعندما استقر على رأيه، كانت الدائرة الصغيرة، في هذه الحالة كانت غيبس وإيمانويل وأكسلرود وبايدن وكبير موظفي ورئيس أركان مجلس الأمن القومي دينيس ماكدونوغ، أول من يعلم بالقرار. وعلم جنرالات البنتاغون الخبر في اليوم التالي.
وقال واضع الاستراتيجيات الديمقراطي بيتر فين، الذي أدار والده دان فين مكتبة كنيدي بعد العمل في إدارة كنيدي: «هذه هي الطريقة التي عمل بها كنيدي، فقد كان لديه دائرته الضيقة الخاصة التي ضمت كين أودونيل ولاري أو براين وتيد سورنسين ورالف دونغان ولي وايت، التي عملت معه لفترة طويلة عن قرب والتي وثق في أحكامها وآرائها.
ويمكن للمستشارين الخمسة المقربين من الرئيس أوباما، وحدهم من بين مسؤولي الإدارة، الدخول إلى المكتب البيضاوي من دون إشعار مسبق وحضور أي اجتماع والسماح لأنفسهم بقضاء المزيد من الوقت مع الرئيس والقدرة الكبيرة على حمله على تغيير رأيه. وأحيانا ما يقوم بأدوار متعددة وغير محددة، مع تخطي حدود وظائفهم وتجاوزها إلى مناطق سلطة خبير آخر.
وعلى الرغم من وقوع بعض التوترات بين أفراد المجموعة، فإنهم عملوا سويا بصورة أو بأخرى قبل سنوات، فقد عملت جاربت وأكسلرود وغيبس مع أوباما قبل حملته الرئاسية بوقت طويل. فيما يعرفه إيمانويل منذ أن كان في شيكاغو وبايدن منذ أن كان في مجلس الشيوخ.
أحد الطقوس الرئاسية توضح علاقته الخاصة بمساعدة، ففي كل مساء وقبل توجه أوباما إلى الطابق العلوي حيث يقيم، يسلمه أحد مساعديه ملفا مليئا بالتقارير والمذكرات والإحصاءات حول سير العمل في جميع أنحاء الإدارة. في اليوم التالي يسلم أوباما الملف وقد كتبت على حواشيه مطالب الرئيس بالمزيد من المعلومات أو الاجتماعات إلى التصرف في محتوياته. إلى جانب الرئيس يحصل كل من بايدن وأكسلرود وغيبس وجاريت وإيمانويل نسخا من الملف التي يتلقاها الرئيس والتي يسلمها.
المصدر: وكالات انباء
2010/